الأربعاء، 5 يوليو 2017

الرئيسية وطن منفى ... الشاعر: يوسف الطويل ـ الجزائرـ ---

وطن منفى ... الشاعر: يوسف الطويل ـ الجزائرـ ---

وطن منفى
الشاعر: يوسف الطويل ـ الجزائرـ
--------------
وطـــــن تـــبــرّج لــلـجـفـاء تــرابــهُ
و يـمـوت فــي عـري الـبحار شـبابهُ
وطـــن يـعـاقـب مــنْ فــداه بـروحـه
لــمّـا تـعـمـلق فــي الـجـزاء ذبـابـهُ
وطـن لـه عـينان فـي حـلك الدجى
لــكـنْ نـــأتْ عـــنْ حـلـمه أهـدابـهُ
وطـــن لــنـا قـصّـتْ جـنـاح فـراشـه
لـيـطـيـر بــيــن الـبـائـسين غــرابـهُ
أزهــــاره ســفــك الأنــيـن ربـيـعـها
و إلــى الـعـوادي هـاجـرتْ أطـيـابهُ
ينساب في فوضى سياسته القذى
إذْ دجــنّــتْ فـــي لـؤمـهـا أحــزابـهُ
هـــو لـلـمـواجع و الـفـواجـع قـبـلة
و الــهـمّ فــيـه تـنـاسـلتْ أســرابـهُ
وطــــن جــمـيـل غــيـر أنّ جـمـالـه
مــلـكـتْ فــلـول شـعـاعـه أغــرابـهُ
يمشي على حسك المعاني أبكما
يـمـشي و تـمـشي لـلـوراء ركـابـهُ
مـنْ ألـف غـيث لـمْ يـزلْ فـي جدبه
فـكـأنّـمـا بـالـصـبـر جــــفّ سـحـابـهُ
عــــمّ الــخـواء جـنـوبـه و شـمـالـه
فـــي كـــلّ شـبـر هـلّـلتْ أعـطـابهُ
بـتـروله الـمـسكين يـنهشه الـعدى
و يــظـلّ لـلـشـعب الـفـقير سـرابـهُ
وطـــن كـبـيـر صـــار طــفـلا نـاشـزا
قــبـل الــشـروق تـكـسّـرتْ ألـعـابهُ
وطـــن بـــلا قــلـب تـمـرّد عـشـقه
فــتـقـاسـمـتْ نــبـضـاتـه أنــصــابـهُ
وطــن تـسـاءل عــنْ دمـاء شـهيده
يــا ويــح لــي مــاذا يـكـون جـوابـهُ
فـــي مـقـلتيه الـسـود ذاب بـيـاضه
حــتّــى تــمــازج عــذبـه و عــذابـهُ
تـبـكـي شــوارعـه و تـنـعـى إرثـــه
و تــنـوء مــنْ حـمـل الـيـباب قـبـابهُ
لا عــصـر فـيـه ســوى رذاذ خـرافـة
و حــضــوره يــرتــاح فــيــه غــيـابـهُ
وطــن بـحـجم الـضـوء ضـاق بـأهله
و غـــنــاه لــلـعـوز الـحـنـيـذ إيــابــهُ
وطـــن بــه الإســلام ديــن خـالـص
و الآن كـــيـــف تـــعــدّدتْ أربـــابــهُ
وطـــــن بــنــاه الأوّلــــون حــدائـقـا
يــهــواه فـــي الـمـتـأخّرين خــرابـهُ
وطــن تـفـرنس هـمسه و ضـجيجه
فــتــنـكّـرتْ لــجــذورهــا أنــســابـهُ
وطــن خـصيب عـاشب أمـستْ بـه
تــرعـى بـأغـنـام الـسـديـم ذئــابـهُ
وطـني المهرّب منْ رفوف مشاعري
فــي وجــه حـبّـي أوصــدتْ أبـوابـهُ
وطـنـي قـصـيدة شـاعـر قــدْ كـنـته
إذْ عــانــقــتْ نــخــلاتــه أعــنــابــهُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.